في البداية كل الاحترام و التقدير لكل من ينتمي للأهلي ممن لم يشارك في دخلة نهائي دوري ابطال أفريقيا الذي جمع بين الأهلي و الترجي على ستاد القاهرة يوم السبت الماضي.
إذا تحدثنا عن الأهلي بإمكانيات النادي و عقود الرعاية و الاستقرار الذي يعيشه النادي فيما يقرب من ربع القرن الحالي و الذي أدى بلا شك إلى هيمنة النادي و سيطرته على بطولة دوري أبطال أفريقيا حيث حصد النادي تقريبا 10 بطولات في هذه الفترة في ظل المساندة الدائمة و الرعاية الكبيرة و الأموال التي يتم إنفاقها بإسراف على عكس المنافسين !!
ولك أن تتخيل أن في الوقت الذي اهتز فيه اقتصاد دول و تأثرت أندية كبيرة ماديا على مستوى العالم في فترة تفشي فيروس كورونا لم يتأثر الأهلي ماديًا و دائما ما يتعامل مع صفقاته بميزانية مفتوحة !
كل هذا وأكثر من مقومات علنية أو خفية أدى إلى بطولات و منافسة تصل في كثير من المرات إلى منافسة من طرف واحد !
النادي الأهلي هو النادي الوحيد الذي لا يواجه أي مشاكل للحصول على البطولات ؛ و كل ما يحتاجه متوفر و في كل مركز لديه وفرة من اللاعبين، وفوق كل هذا في البطولة المحلية تؤجل المباريات كما يريد و يتلقى الدعم باستمرار و فوق كل هذا يواصل إضراره بالمنافسين في الخفاء و العلن و بطرق مشروعة و غير مشروعة !!!
و مع كل هذه الإمكانيات يظهر جمهور الأهلي في نهائي دوري ابطال أفريقيا رافعا لافته " إذا حضر ملك اللعبة .. ينتهي دور المزيف " ردا على دخلة جمهور الزمالك في نهائي الكونفدرالية الأفريقية حيث رفعوا لافتة مكتوب عليها " ملك اللعبة عاد إليكم من جديد "..
ولو نظرنا للدخلة الأولى في نهائي الكونفدرالية الأفريقية لجماهير الزمالك في مواجهة نهضة بركان فمن وجهة نظر جمهور الأبيض أن فريقها كان ملك القارة الذي عرفته القارة كسيد لها حتى عام 2003 بخمسة ألقاب في دوري أبطال أفريقيا و في وقتها كان عدد بطولات الأهلي 3 في دوري أبطال أفريقيا و هنا من الطبيعي أن ملك اللعبة و سيد القارة كان الزمالك..
أما الدخلة الثانية فجمهور الأهلي رأى أنه ملك اللعبة لعدد بطولاته مؤخرا في آخر 20 عام في دوري أبطال أفريقيا !!
لم يسأل جمهور الأهلي نفسه يومًا كيف لنادي تنافسه وينافسك و عدد بطولاته قريب من بطولاتك بل و أنه يتخطاك في عدد البطولات القارية أن يصل به الحال ليكون بعيد عن منصات التتويج و تصل به الأزمات لنادي يعافر و تصل به وكالة الأهرام و رئيس مجلس إدارتها و مجلس إدارة الأهلي في نفس الوقت لرعاية مضحكة و هو بتاريخه و بطولاته و جماهيره أكبر بكثير من هذا العبث ؟!
لا يخفى على جمهور الأهلي ما حدث مع الزمالك من أزمات و إبعاد عن منصات التتويج و إضعاف للنادي لذلك يشعرون دوما عند ذكر اسم هذا النادي بعقدة النقص حيث يشعرون دوما أنهم أقل منه مما سبب لهم عقدة نفسية لِما عاد عليهم من بطولات وصلت بهم لشعور النرجسية في فترة إضعاف هذا النادي لأنهم يعرفون حق المعرفة أنهم لما كانوا سيصلوا لكل هذا لو كان الزمالك بقوته و إدارته و لم تتدخل العوامل الخارجية في خروج هذا النادي عن مسار البطولات..
و إذا بحثت في علم النفس عن الشخصية النرجسية ستجد أنها عبارة عن حالة مرَضية تؤثر على الصحة العقلية للمريض الذي ينتابه حينها شعور مبالغ فيه بأهميته. ويحتاج إلى الاهتمام والإطراء من الآخرين بشكل زائد ويسعى إلى ذلك . و هم ليسوا متأكدين من تقديرهم لذاتهم ويمكن أن ينزعجوا بسهولة من أقل انتقاد.
الشخصية النرجسية دوما ما تريد أن تحصل على مرادها حتى لو على حساب الآخرين و لذلك فجمهور الأهلي إذا حدثته عن مشكلات المنافس و ما مر به ليصل هو للبطولة أو لينفرد هو بصدارة المشهد فيرى أنه لا بأس ما دام استفاد هو و من هنا تأتي فكرة خطف اللاعبين و اسخدام طرق غير شرعية ليحصل على لاعب من فريقه !!
لن نتحدث كثيرا عن اضطراب الشخصية النرجسية كمرض يجب العلاج منه لكن إذا أردت أن تعرف أكتر عن صفاتها و أعراضها يمكنك أن تقرأ هذا المقال الذي شعرت و أنا اقرأه كأنني اقرأ عن جمهور الأهلي الذي يتوارث النرجسية و يورثها بتباهي و فخر..
أتمنى أن يدرك جمهور الأهلي أن من حق الجميع الاحتفال بفريقه و بمكسب ناديه ولا فرق بين مكسب بطولة كبيرة و مكسب بطولة أقل ..