مما لاشك فيه أن جمهور كرة القدم هو عنصر مهم إن لم يكن الأهم و الذي تُلعب من أجله هذه اللعبة و بدون وجود الجماهير تفقد كرة القدم شعبيتها حيث تنفرد كرة القدم بالشعبية الأولى على مستوى العالم.
و كثيراً ما يقال أن الجمهور هو اللاعب رقم 1 لتوضيح الدور الذي تقوم به الجماهير في بث الروح و الحماس للاعبين مما ينعكس بشكل كبير على أدائهم في المباريات.
و إذا كان لكل فريق جمهور يشجعه و يسانده فللزمالك جيش ينتمي إليه ؛ جيش ينتمي للوطن و كأنه انتقى أفراده و علمهم الوفاء و الانتماء..
وإذا كان لكل جيش عقيدة فجيش الزمالك عقيدته هي البقاء و التمسك بكل ما يخص وطنه حتى النهاية و لذلك فشعار " سنظل أوفياء " ليس كلامًا يردده الجمهور فقط بل يثبته الصغير منهم قبل الكبير.
و لو سألت مشجعو الزمالك لماذا اختاروا تشجيع الزمالك لن تجد إجابة واحدة منهم فلكل مشجع قصته و لكل واحد سبب في حكايته ، و لن تجد بينهم من شجعه لبطولاته لأن معظم الجيل الحالي من الشباب لم ير الزمالك على منصات التتويج كثيراً...
و لعل تواجد الأطفال في مدرجات الفارس الأبيض خير دليل على الانتماء الذي ينشأ و يتربى عليه جمهور الزمالك من الأطفال..
و علينا هنا أن نذكر مقولة دائما ما يرددها جمهور الفارس الأبيض " بنشجعه عشان يكسب مش عشان بيكسب " و هذا يدل على قمة وفاء و انتماء الجمهور للنادي فمهما خسر أو تعثر فسيظلوا خلفه و سيستمروا في تشجيعه مهما حدث و هذا ما فعله جمهور الزمالك لأكثر من 10 أعوام لم يحصل فيها الزمالك على أي بطولة و على الرغم من هذا كانوا خلف النادي و استمر حضورهم في المباريات و بنفس الشغف و الحماس..
ولم يتراجع جمهور الفارس الأبيض يوماً عن تشجيع فريقه حتى في أحلك الظروف كان النور وسط الظلام والدافع القوي جدا في أصعب الظروف والدرع الواقي وسط كل الصراعات..
و لم يتأخر جمهور الزمالك عن الدفاع عن ناديه و كان دوما صوت الزمالك و مثَّل دور الإعلام البديل و كان يرد و يدافع في وجود قنوات و برامج و إعلاميين يدافعوا فقط عن نادي واحد و يتعمدوا إثارة المشاكل و افتعالها في الزمالك..
يعيش جمهور الزمالك حياته مع الزمالك و يضبط مواعيده على مباريات الزمالك و يوم المباراة هو يوم الزمالك و يعتبر يوم ذهابه للاستاد هو يوم الاستمتاع و الترفيه..
و يعتبر جمهور الزمالك أي زملكاوي أخ له و في حياته استثناءات فقط للزمالك و من يمثله ومن يرتدي تيشرته..
جمهور الزمالك مثقف و واعي و يتناقش بالدليل و يتميز بالإنصاف و يعطي كل ذي حق حقه حتى لو كان المنافس..
جمهور الزمالك هو المعادلة الأصعب في الزمالك لا تستطيع أن تتوقعه و لا يمكنك تخيله و لا يمكن أن تعرفه إلا إذا عشت معه الأجواء و شعرت بما يشعر به ..
جمهور الزمالك مبدع و حساس و راقي و يملك الفكر للتعبير و الموهبة في التنفيذ و يمكنك أن ترى ذلك من لافتات المدرجات أو دخلات المباريات ..
لم ييأس جمهور الزمالك و لم يستسلم في أي بطولة أو مباراة و لا يتوقف عن التشجيع حتى بعد أن تنتهي المباراة و لم ينتصر ، و ستظل مباراة نهائي دوري ابطال أفريقيا 2016 أمام صن داونز في الذاكرة ، فعلى الرغم من نهاية المباراة بخسارة الزمالك للقب القاري المنتظر من سنين إلا أن المدرجات نادت على اللاعبين و غنت في مشهد قلما تجده في المدرجات المصرية : " تفضل امجادك قدام عينى .. تفضل عالى فى السما .. وانا كل محنه فى حبك بتقوينى .. ولآخر عمرى زملكاوى انا .. لو لحظة انكسار .. او فرحة انتصار .. وراك جمهور أسود عمره ماانهاار .. فى بطولة او ترحال .. جمهور عدى الخيال .. طول عمر التالتة يمين اشجع رجال "..
جمهور الزمالك هو السند و الأهل هو الأمان و الاطمئنان هو المحرك و الوقود و هو الأمل في أشد فترات النادي و غياب الاستقرار..
و هناك لاعبون يلعبوا للزمالك من أجل جمهوره و لاعبون محترفون تعلقوا بالجمهور كأنهم من ناشئي النادي و لاعبون يعودوا مرة أخرى حباً في الجماهير..
و اسأل أي لاعب ارتدى قميص الزمالك عن فترته في الزمالك ستجد إجابته عن جمهور الزمالك و الأجواء الجماهيريه و الحالة التي يعيشها اللاعبون مع الجماهير هي المحور الأساسي لإجابته و سنستعرض هنا تصريحات عبدالله السعيد المنتقل حديثا للزمالك عن الجمهور و التي توضح ولو جزء من كلامنا حيث قال في حديثه مع الإعلامي إبراهيم فايق : " انتقالي لأي نادي كان لمصلحة أسرتي إلا انتقالي للزمالك كان فيه عاطفة " و تحدث عبدالله عن النادي و جمهوره حيث قال : " الزمالك رجعني للحياة مرة أخرى بسبب حب الجماهير و نفسي كل يوم يكون فيه ماتش عشان الجماهير الوفية دي "..
في النهاية لا يمكن أن نقارن بين جمهور الزمالك و أي جمهور في العالم لظروف المنافسة و لوضع النادي و التحولات و التغييرات التي تحدث فيه باستمرار..
و إذا أردت أن تضع جمهور أي نادي في مقارنة مع جمهور الزمالك فلتكن المقارنة في وقت لا يحصل فيه فريقه على بطولات و لتقارن وقتها ما بين الجمهورين !!
اقرأ أيضا :